• 20 مايو، 2025

الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات وأهميته

الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات هو ضرورة ملحة لتوفير بيئة آمنة لأبناء يمرون بتحديات وصعوبات نفسية بسبب غياب والدهم وتغيير حياتهم بشكل مفاجيء، وغالبًا ما ينتج عن هذا التغيير سلوكيات تضر بالطفل والمحيطين به، لذا يجب تقديم الدعم لهؤلاء الأبناء واحتوائهم لمساعدتهم في التكيف مع هذا التغيير وتجاوز تحدياته وصعوباته.

أهمية تقديم الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات

يساعد تقديم الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات في تجنب إحساسهم بالمشاعر السلبية الناتجة عن الترمل أو الطلاق مثل:
  • الحزن والاكتئاب اللذين يتم التعبير عنهما في صورة فقدان الرغبة في الكلام واللعب.
  • الغضب الذي قد يتحول في كثير من الأحيان إلى عنف أو عناد.
  • الإحساس بالذنب في حالة طلاق الوالدين، حيث يشعر العديد من الأطفال بأنهم السبب الرئيسي في انفصال والديهم.
  • قلة التركيز وما ينتج عنه من صعوبة في التحصيل الدراسي.
  • صعوبة في الاختلاط والاندماج مع الأطفال الآخرين.
  • اضطرابات النوم المتمثلة في الأرق والكوابيس.

كيفية تقديم الدعم النفسي 

يمر أبناء الأرامل والمطلقات بأصعب مرحلة في حياتهم، مرحلة تتطلب منهم مواجهة العديد من التحديات النفسية والاجتماعية، وتجعل العديد من المشاعر السلبية تتزاحم بداخلهم، لذلك فتقديم الدعم النفسي لهم هو أمر في غاية الأهمية لمساعدتهم في تقبل الأمر الواقع والتعايش معه، ويمكن تقديم الدعم النفسي لأطفال المطلقات والارامل من خلال اتباع الخطوات التالية: التحدث بشفافية مع الطفل لتشجيعه على التعبير عن مشاعره المكتومة وذلك من خلال التحدث معه بأسلوب بسيط وحنون يؤكد على حقه في الشعور بتلك المشاعر السلبية بعد وفاة والده أو انفصاله عن أمه، كذلك بتشجيعه على التعبير عما بداخله من خلال طرح الأسئلة البسيطة التي تساعده في إفراغ ما بداخله من مشاعر. احتواء الطفل وتعزيز شعوره بالأمان الطفل بعد فقدان وجود والده يشعر بالخوف وعدم الأمان، لذا فاحتوائه من خلال توفير البيئة الآمنة وتلبية احتياجاته العاطفية أهم ما يمكن تقديمه له في تلك الفترة الصعبة من حياته، مما يساعده على التكيف مع التغيرات السلبية التي طرأت عليها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص الوقت للعب معه والتعبير عن مشاعر الحب تجاهه من خلال حضنه وتقبيله. اللجوء إلى متخصص في صحة الأطفال النفسية يمكن تقديم الدعم النفسي للأطفال من خلال اللجوء لمتخصص في الصحة النفسية للأطفال لمساعدتهم على اجتياز صدمة فراق الأب، فهي تجربة مؤلمة تستدعي اللجوء لمتخصص يساعده في تقبل تلك المرحلة وتجاوزها، وبشكل خاص لو ظهرت على الطفل بعض العلامات مثل التبول اللاإرادي، العدوانية المفرطة، الانطواء، قلة التحصيل الدراسي، اضطرابات النوم وغيرها من العلامات التي تدل على وجود مشاكل داخلية يمر بها الطفل. عمل روتين يومي ثابت يُشعر الطفل بالاستقرار والأمان كثيرًا ما ينتج عن وفاة الأب أو انفصاله عن الأم تغير في الروتين اليومي، مما يؤدي لشعور الطفل بالضياع وعدم الاستقرار، لذلك فعمل روتين يومي ثابت يساهم في شعور الطفل بالاستقرار وبقدرته على تنظيم حياته والسيطرة عليها، وبالتالي مساعدته في التأقلم مع الوضع الجديد وتقبله، ويتمثل الروتين اليومي في الالتزام بقدر الإمكان بمواعيد النوم والاستيقاظ، مواعيد تناول الطعام، الالتزام بمواعيد المدرسة، مواعيد المذاكرة والتمارين الرياضية، بالإضافة لوقت العائلة. وعلى الرغم من أهمية الروتين الثابت، إلا أنه يفضل أن تكون هناك مرونة عند تطبيقه حتى لا يٌصاب الطفل بالملل من تنفيذه. مساعدة الطفل على اكتشاف مهاراته وتطويرها اكتشاف المهارات وتطويرها من أهم أسباب نمو الأطفال بشكل صحي، فاكتشاف مهارات الطفل يساعد في بناء الثقة بالنفس وتعزيز شعوره بقيمته، بالإضافة للإحساس بالسعادة والرضا عند ممارسة المهارة التي يحبها، مما يساهم في الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات ومساعدتهم في تخطي تلك المرحلة الصعبة من حياتهم.

العلاقة بين الدعم النفسي للأبناء ودعم الأمهات

هناك ترابط وثيق بين الدعم النفسي للأبناء والدعم النفسي للأمهات، فنفسية الأرملة أو المطلقة تتحسن بتحسن نفسية أبنائها، ونفسية الأبناء تتحسن بتحسن نفسية الأم، لذا تهتم الجمعيات الأهلية المتخصصة في دعم الأرامل والمطلقات ومن في حكمهن مثل جمعية أيامى بتقديم الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات عبر البرامج والاستشارات المعدة لذلك الشأن. جدير بالذكر أن جمعية أيامى هي جمعية تنموية مرخصة من  وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتحسين أوضاع الأرامل والمطلقات وتمكينهن اجتماعيًا، ماديًا وقانونيًا. وفي الختام فإن تقديم الدعم النفسي لأبناء الأرامل والمطلقات هو ضرورة لحماية هؤلاء الأبناء من الضياع ومساعدتهم في التغلب على صعوبات الحياة والعيش بشكل أكثر استقرارًا وسعادة.  

تدوينات أخرى